مرض البارنكنسون هو مرض عصبي انتكاسي أي يصبح أسوء مع مرور الوقت. سنتعرف كيفية التعامل مع مريض الباركنسون و ما هو رأي الطب في هذه الحالة.
مرض البارنكنسون هو مرض عصبي انتكاسي أي يصبح أسوء مع مرور الوقت، يتميز هذا الداء بدمار الخلايا العصبية بالدماغ خصوصا المسؤولة عن إنتاج الدوبامين (و هي مادة مسؤولة عن الحركة و التحكم بالجسم).
مريض الباركنسون يشتكي من عدة أعراض خصوصا ما يتعلق بالحركة حيث لا يستطيع القيام ببعض الحركات رغم وجود القوة الجسدية للقيام بذلك، و كذلك يعاني مريض الباركنسون من الرعاش و بعض المشاكل في الإدراك و الاستيعاب.
في الواقع لا يوجد علاج يشفي مرض
الباركنسون، لكن هذا لا يمنع من وجود أدوية تساعد على علاج و تخفيف بعض الأعراض.
أسباب الباركنسون و عوامل الخطر
أسباب الباركنسون غير معروفة. في حالات قليلة
يكون السبب وراثي، خصوصا إذا كانت الإصابة في سن صغير.
أسباب أخرى جنينية يشتبه في كونها السبب، رغم
عدم معرفتنا بأي ثنائيات صبغية يتعلق الأمر.
بالمثل عوامل الخطر أيضا غير محددة بشكل قطعي،
فقط التعرض الى المبيدات سواء المستعملة في الفلاحة أو غيرها يعتبر سببا تقريبا
مؤكد. بخصوص باقي عوامل الخطر هناك :
- عامل السن خصوصا بعد سن 65 حيث يصيب %1 من هذه
الشريحة
- تأثير المعادن، كالرصاص و المنغنيز، الزئبق،
الحديد و النخاس ...
- بعض المذيبات و السموم غير المعدنية، مثل
السموم الصناعية ، أحادي أكسيد الكاربون، الصباغة، الغراء ...
- الإمساك
- نظام غدائي خالي من مضادات الأكسدة
- داء السكري (هنا)
- إصابات على مستوى الرأس
- بعض الإصابات الفيروسية كالجدري و الحصبة ،
النكاف ...
- بعض المشاكل النفسية، كالاكتئاب و القلق و
تناول أدويتها.
أعراض الباركنسون
بداية أعراض المرض غير
بارزة و وتقدمها بطيء: كانخفاض في النشاط ، إرهاق غير طبيعي ، غير محدد ، صعوبات
في الكتابة ، رعشة في اليد ، التصلب ، إلخ.
تدريجيًا ، تظهر علامات
أخرى لمرض باركنسون جنبًا إلى جنب مع الأعراض الحركية الثلاثة التي تميز المرض ،
وتسمى أيضًا ثالوث باركنسون و هي : عدم القدرة على الحركة ، و تصلب العضلات ،
والرعشة أثناء الراحة.
صعوبة الحركة :
تتجلى
خصوصا في مشاكل في بدء الحركة و بطئها، حيث يؤثر الأمر على المشي حيث يكون بخطوات
صغيرة ، والقدمين ملتصقتين بالأرض ، والذراعين لا تتحرك ، والظهر منحني للأمام ،
وتيبس الرقبة (هنا) .
غالبًا ما يتم ملاحظة
صعوبة الحركة في وقت مبكر و ذلك أثناء الكتابة، والتي تصبح أكثر صعوبة ويقل حجم
الخط. من علامات أيضا ملامح الوجه حيث يكون بنظرة و خطوط ثابتة و غير معبرة.
الكلام أيضا يصبح قليل غير منظم و برتم ثابت.
بصفة عامة يعاني مريض الباركنسون من فقدان
الحركة التلقائية حيث يصبح على المريض القيام بالتفكير و الوعي بأغلب حركاته بما
فيها الحركات البسيطة التي نقوم ها بلا تفكير.
تصلب العضلات :
يتعلق الأمر بالتصلب
الأطراف و وسط الجسم (العمود الفقري) و الذي نلاحظه عند تحريك المفاصل حيث نطلب من
المريض الاسترخاء و نقوم بتحرك الأطراف و المفاصل فنلاحظ مقاومة من العضلات حيث
يقاوم تارة و يسترخي تارة.
تفرض هذه الصلابة على الأطراف التثبيت و البقاء في وضعيات معينة
مجبرة.
الحركة تصبح غير سلسة
و متقطعة لا يتعلق الأمر هنا بضعف العضلات بل بالعكس يتعلق بتشنجها و تصلبها.
الرعاش أثناء الراحة :
الرعاش شائع عند
الأشخاص المصابين بمرض باركنسون. وهي رعشة دائمة تظهر عادة عند الراحة وتختفي
أثناء الحركة، كما تختفي أثناء النوم.
يزيد الرعاش أثناء تغير المشاعر و العواطف أو
جهود التركيز مثل الحساب الذهني. الرعاش يمكن أن يصيب أيضا الوجه ، مع رعشة في
الشفتين أو الذقن.
اضطرابات التوازن :
تظهر اضطرابات التوازن
في وقت لاحق عن العلامات الأخرى. و تتجلى انخفاض في ردود الفعل و التوازن. في أغلب
الأحيان لا يظهر الأمر إلا بعد عدة سنوات من المرض. وهو مسؤول عن السقوط إلى
الوراء، حيث يفقد المريض رد الفعل إذا كان غير متوازن.
هناك اضطرابات أخرى مرتبطة بمرض باركنسون :
- ألم، غالبًا ما يكون عبارة
عن تشنج أو وخزً مزعج
- اضطرابات الجهاز
الهضمي (الإمساك) أو المسالك البولية.
- انخفاض ضغط الدم (انخفاض
في ضغط الدم عند استيقاظ المريض ، حث يكون مسؤول عن الدوار أو حتى السقوط) ؛
- اضطرابات النوم (الأرق
والنعاس).
- التعرق ، الشعور
بالحرارة و إفراز اللعاب المفرط.
- الاضطرابات العقلية
أثناء المرض: الاكتئاب والقلق وأحيانًا التهيج أو أفكار الاضطهاد.
- ضعف الإدراك شائع بعد
سنوات من تطور المرض.
ومع ذلك فإن الضعف
الفكري نادر الحدوث. الهلوسة البصرية تحدث أحيانًا، ولكن يقع ذلك بعد سنوات عديدة
من التطور أو تحت علاجات معينة.
علاج مرض باركنسون
لا يوجد علاج شافي من داء
الباركنسون. ومع ذلك ، فيما يخص كيفية التعامل مع مريض الباركنسون هناك أدوية يمكن
أن تعوض نقص الدوبامين وبالتالي تخفف من بعض الأعراض.